رسالة غرامية إلى الدستور
رسالة غرامية إلى الدستور
عزيزي الدستور
أكاتبك اليوم، لأخطط ببعض دبابيس الهوى، طلاسيم، قبولك زوجا لي، وكما قال العرب، بعلا إن اخترت العربية هوية، وأمغارا إن اخترت الامازيغية أيضا هوية لك، أكاتبك في زمن سادت فيه القناعات البهائمية التي لا تحترم رأيا ولا وردة بدون أشواك، أكاتبك لأعلن زواجي بك اليوم ليس زواجا كاتلوكيا أبديا، بل زواجا إسلاميا يحمل بين ثناياه طلاقا بلا رجعة وطلاقا وطلاق خلع كما يحمل طلاق الشقاق، إذا لم يقدر لهذا اليرع الذي يسيل فرحا وسرورا من بعض الحروف والألفاظ التي أطربتها به ذات ليلة من ليلي يونيو على مثن القطار، أن يعيش بين أحضانك أبد الظهر عبدا شكورا خدما وفيا.
لقد عزفت يا عزيزي على أوثار لم نعهدها في الزمن البائد، زمن الذل والهوان، في زمن الحضارات الغابرة، والمراكب البعيدة، والذكريات الحزينة، لقد قرعت الطبول في زمن السلم حينما أشهروا الأسلحة في عقر دارك، ولم تنحني أبدا للحظة التاريخية ولحظة الانكسار وكنت باسلا صامدا تغزو بين الحين والآخر مشهرا وجودك السرمدي.
عزيزي سأغتصبك وأفتض بكرت منتصب القامة ومرفوعة الهامة وعاليا الرأس في يوم فاتح يوليوز كما اخترته، وكما تختار أنت دائما، عرسا لك، لا لأرى دمك يسيل، فمن الجزارين من ملوا وتعبوا ومن ستقوى بدمك ينصب من بين عرقنا، بل سأجامعك لأعقد هذا القران الذي طال زمانه، ولأسجل في تاريخي وفي مذكرتي أني يوما ما قبلتك زوجا متعاقدا ووفيا ومخلصا،
سأتابع خطواتك وأنت تسير متمايلا متثاقلا حتى لا تنزح عن الطريق، وأترصد قدك الذي يناسب حجمي في حدود المتر والثمانين.
سأنجب منك أولادا وأحفادا ... حتى تصير قبيلتي مدينة.
فاحذر من خيانتي فأنا كما أعشق فإني أثور
وكما ولدت يوما... فيقينا يوما ما سأموت
تعليقات