ساووا مواقفكم يرحمكم الله
ساووا مواقفكم يرحمكم الله منذ أن طرح النقاش حول المسألة الدستورية الأخيرة، وبعيدة خطاب 9 مارس، ظهرت مواقف جمة تحاول كل من موقعها أن تبين مدى امتلاكها للحقيقة الدستورية الممكنة، سواء التي تتلاءم وطبيعة المجتمع أو التي تتلاءم مع القيم الكونية والتجارب العالمية. ففي الحديث عن المخاض الحالي والذي اتسم في حد أدني وباعتراف الجميع هو النقاش العمومي حول الإصلاح المنشود، يمكن الحديث عن توجهين، كل منهما ينطلق من موقع تواجده في الخريطة الحزبية والخريطة السياسية، فالتوجه الأول مفرط في الواقعية حيث يرى أن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لا يسمح بالقفزة النوعية نحو تحقق لديمقراطية، أو على الأقل في المرحلة الراهنة، والمجتمع لم يصل بعد أن "يستحق" تجريب الديمقراطية، لأنه كمن يعطي لطفل صغير مسدس ليحمي به نفسه، وبشكل أو بآخر فهو يضع نفسه في دائرة النظام السياسي وفي خطوط تماس مع الدولة. أما التوجه الثاني فهو مفرط في المثالية، والذي يرى أن المرحلة الراهنة هي مرحلة الانتقال "المكوكي" نحو تأسيس النظام الديمقراطي بكل حزم وبسرعة وعدم التأخر، ويرى في الدستور الحالي هو تكريس للاستب