البوليزاريو : السياق والنشأة الجزء الثاني
ثانيا: نشأة البوليزاريو
يمكن اعتبار القمع الذي تعرضت له " الحركة الطليعية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " كما سلفنا الذكر، وبمقابل اللامبالاة الجانب المغربي مع الانتفاضة وباقي الفاعلين السياسيين، دعامة لبروز أفكار جديدة حول البحث عن آليات جديدة تهم أساسا تنظيم الصحراويين، ودفعهم لتحقيق الاستقلال عن الغازي المستعمر الاسباني، استثمر هذا الجو مجموعة من الشباب الطلبة بالرباط لذلك. فتم تشكيل نواة أولى من قبل بعض المناضلين الصحراويين، سنتي 72 و73، بالرباط وخاصة بكلية الحقوق أكدال (وللتدقيق أكثر كانوا يقيمون في حي المحيط وباب الأحد)، الشاربة إيديولوجيا من مخاض تلك المرحلة اليسار الجديد، وخاصة فصيل "الجبهة الموحدة للطلبة القاعديين"، التي كانت تضم ممثلين عن تياري "إلى الإمام" و" 23 مارس"، فكان من المؤسسين من ينشط داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب "أوطم".
فكان الشباب الصحراوي يعقد لقاءات سرية وعلنية مع قيادات الأحزاب السياسية لدعم مشروعهم وفي نفس الوقت كانت المقاومة في الجنوب وصلت لأوجها ضد الطغاة الأسبان. للعلم أن البوليساريو لم تكن لها قاعدة جماهيرية في الصحراء لارتباط الساكنة بتنظيم " حزب الاتحاد الوطني الصحراوي" الذي كان يتزعمه خليهن ولد الرشيد وب "الجماعة الصحراوية" التي كان يتزعمها خطري ولد سيدي الجماني، لما تلعبه البنية القبلية من قوة التأثير وإنما فقط وجود في الجامعة بالرباط لا أقل ولا أكثر. فكان لاعتقال والاختطاف التي قامت بها المغرب اتجاه هؤلاء الصحراويين الاثر الكبير بتأجيج الإضرابات وصعود نجم الشباب المتواجد بأكدال.
انضاف إلى هؤلاء الشباب شباب مدينة طانطان والعيون وبوجدور وأسرير لما يعانونه من فقر ولحرقة تصفية جيش التحرير سنة 58 الذي كان يتكون أساسا من أبائهم، مادام أغلبهم ولد في تلك الفترة، قبل أن يكمل مهمته المقدسة بتحرير الأرض، فكان تجسيدها بخروج مظاهرات أشهرها مظاهرة طانطان التي رفضت بنزع السلاح من الساكنة قبل اختتام التحرير. وعدم قبول المفاوضات التي كانت تقوم بها الحكومة المغربية انذاك مع الطرف الاسباني. فكان مصير الشباب المحتج الاعتقال والتعذيب، فكان جواب من نجا من جحيم الاعتقال الهروب إلى الجزائر وليبيا، ومويطانيا التي اعتقلتهم من أجل تسليمهم للمغرب الا أنها تراجعت بفعل ضغط القبائل والعشائر، ومن بينهم محمد عبد العزيز، السيد أحمد، والبندير مثيق...
هكذا فكر الشباب الصحراوي بتأسيس إطارهم وخاصة أن بروز "الرجال الزرق" قد يأخذ مكتسباتهم النضالية، والمحلة التي كان يعيشها المغرب بعد المحاولتين الانقلابيتين الفاشلتين إلى التسريع بإعلان مصطفى الوالي السيد للدعوة للمؤتمر التأسيسي في ماي 1973، ل لـ " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " بمدينة الزويرات بالقرب من موريطانيا.
تكونت اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي الاول من:
الاسم | الاسم الحركي | الأصل |
مصطفى الوالي السيد | | قبيلة التهالات |
عمر الحضرمي | العظمي محمد | |
محمد لامين ولد الليلي | | طانطان |
نور الدين بلالي | | |
أمهمد ولد زيو | | قدماء جيش التحرير |
محمد لامين ولد البوهالي | ولد الغنيجر | تندوف |
أحمد تو ولد خليلي وهو محمد ولد خليلي | محمد عبد العزيز | |
موسى لبصير | | المودنين من العيون |
لوشاعة عبيد، | | المودنين من العيون |
محمد ولد سعد أبوه | | المحبس |
البشير ولد مصطفى | | طانطان |
البندير ولد معييق | | قبيلة ولاد دليم قدم من طانطان |
حبيب الله ولد لكويري | | كلميم |
الداه نفعي | الجنوب | كلميم |
| المعروف ب، | جندي في الجيش الإسباني |
أحمد ولد القايد صالح | | من آيت موسى وعلي، من العيون |
غالي ولد سيدي مصطفى | غالي ابراهيم | من السمارة |
محمد سالم ولد عبد الله | | |
سيدي ولد حيدوك | خطري، | طانطان. |
البشير ولد عبد الله | | العيون |
سيدي | المعروف بكوير | |
فكانت اللجنة التحضيرية التي سهرت على تأسيس التنظيم الجديد وانتخاب لجنة تنفيذية مكونة من سبعة أفراد هم غالي ولد سيد المصطفى أمينا عاما لـ " جبهة البوليساريو "وإبراهيم غالي، العظمي محمد ، محمد لمتين، محمد ولد سعيد بوه، محمد لامين أحمد، محمد لامين ولد البوهالي، الصالح ولد الغشيو ، الفراح ولد الحسني .
كما انتخب مجلس وطني مكون من 21 عضو، وتم الإجماع على أن يتولى مصطفى الوالي السيد منصب ملحق بالمكتب التنفيذي مكلف بمهمة سكريتير خاص، وذلك لجعل بوليساريو ذات خصائص صحراوية محضة وهي ما لم تكن تتوفر في الوالي السيد.
فأصدر المؤتمر بيانا سياسيا ختاميا يدعو من خلاله
صدر عن المؤتمر بيان سياسي " الكفاح الثوري المسلح " الذي كلف صياغته من سنة 1971 إلى سنة 1973، انطلاقا من لقاءات سرية بكل من المحبس، العيون ، طانطان و تندوف لينتهي بالزويرت ، يعلن فيه بأن " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "(البوليساريو) هي حركة تحرير الصحراء الغربية، بهدف تحرير لصحراء من الاستعمار الإسباني، وذلك بالكفاح الثوري المسلح .
وهو البيان الذي طغى في تحليله رويا التيار اليساري الجذري رغم وجود تيارات سياسية كالعبثية والناصرية، إلا أن الصياغة النهائية كانت لصالح تيار مصطفى الوالي السيد الماركسي.
ثالثا: التنظيم الاداري والعسكري للبوليزاريو
الجزء الثالث
تعليقات