الإسلاميون ويوم القيامة


الاسلاميون ويوم القيامة
أطرت دورة تكوينية لفائدة مجموعة من الشباب ينتمون لإحدى التيارات الإسلامية، في موضوع "تحليل السياسات العمومية" نموذج "السياسات الاجتماعية"، فكانت المادة التي قدمت تقنية وموضوعية، باعتبار أن أدوات وآليات تحليل السياسات العمومية يمكن أن يشتغل بها الإسلامي والعلماني وحتى الباحث الجامعي، وذلك لطابعها المحايد والمتجرد والتقني، والتي تهتم أساسا بتحليل "المشكل المطروح" و"الأجندة" و"الفاعلون" و"الإعداد" و"التقييم" وكل ذلك وفق جدولة "زمنية محددة" كل ذلك في قابل يسمى "صناعة السياسات العمومية".
لأنهي مهمة بطرح مجموعة من الأسئلة على الشكل التالي: هل كان الشباب موضوع سياسات عمومية؟ إذا كان الشباب مغيب في السياسات العمومية، هل ممكن أن يكون حاضرا وفي مواكبة وتتبع والتقييم والمساهمة في التنفيذ للسياسات العمومية؟ هل اهتمام الشباب بالسياسات العمومية شيء إلزامي؟ كيف يمكن ، يؤسس الشباب لشرعية "المسألة" في السياسات العمومية وأن ينتقل من "صراع الأفكار" و"تجاذب المرجعيات" إلى "امتحان النتائج" و"تقييم الأثر" وتقديم "الحساب"؟ كيف يمكن للشباب أن يبور تصوره في السياسات العامة للبلاد ويحولها إلى سياسات قطاعية: الصحة، التعليم، السكن، الشغل...؟ لماذا لا تدخل السياسات الإعلامية كجزء من اهتمام الشباب في ضمان إقرار سياسات اجتماعية؟ هل يعي الشباب أن السياسات المالية جزء استراتيجي من السياسات الاجتماعية؟ لماذا تحليل السياسات الاجتماعية ضرورة؟ هل التقييم ينحصر بربط التعهدات والالتزامات في التصريح الحكومي مع المنجز أم التقييم مرتبط بالتصريح الحكومي وترجمته على مستوى الميزانيات الفرعية أم هما معا؟ هل يمكن ختاما القول أننا في مرحلة تأسيسية لانشغال الشباب بالسياسات العمومية، أم في مرحلة شرود وتفكير في هذا الموضوع؟
بدأت الردود والتعقيبات من قبل الشباب الحاضر،وفق ما يلي:
ü   الأهمية في مجال السياسات العمومية، هو كيفية حمل "كتابنا" في يميننا يوم "الحساب"؛
ü   اشتغالنا يجب أن ينكب على أعمالنا التي يجب أن نقدمها عند سؤال "منكر" و"نكير"؛
ü   وضع سياسات عمومية فعالة وناجعة لتكون سراجا يضيء علينا ظلمة القبر؛
ü   "القرآن" هو مرجعنا في السياسات الاجتماعية، ونموذج "الرسول" في مجال المعاملات، قدوة نهتدي به؛
ü "مؤامرة" الغرب ضد الإسلام تقتضي وضع سياسات إستراتيجية في مجال الإعلام "لغزوهم" بقيم الإسلام ومبادئه، واختراق آلاتهم الدعائية؛
ü الشباب هم عماد الدين وهم عماد السياسات العمومية، والإسلام أول من ذكر فأهمتهم وكان سباقا لذلك، بقوله قول الله تعالى "الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بد قوة ضعفاً وشيبة"
ü الإسلام غني بتجارب الشباب التي يجب أن نقتدي به في مجال السياسات العمومية مثل" معاذ بن جبل" و"أبي ذر" و"عبدالله بن عمرو بن العاص"...؛
وغيرها من النقاشات التي استطعت أن أدونها في مذكرتي، دون أن أجيب عن أي واحدة منها، ليس قصورا مني أو عدم دراية بالإسلامي، ولكني لأبقى وفيا لموضوعي "العلمي" ولا أتيه في حلقات نقاش جانبية، ولأنتهي بملاحظاتي الشخصية على النحو التالي:
v إن أخطر على الشباب من الفقر والتهميش أن يلغي "أجندته الدنيوية" ويفكر فقط في" أجندة أخروية"؛
v "الإسلام العقيدة" شيء لا يناقش، فهو عقيدة وحرية اختيار، ولكن تقديس أيضا "الإسلام المعياري" الذي هو تراث يجعل الشباب بين حيص بيص، بين واقع معقد وعالم مثالي سمع عنه بالمأثور دون أن يدرك حقيقته؛
v "غوص" الشباب في التفكير فقط في "القيامة" دليل على وجود فضاءات شاسعة غير مؤطرة وغير مؤمنة بمفهوم المواطنة والمشاركة في تدبير الشأن العام؛
v  بين الترغيب في الجنة والترهيب من النار هناك تنمو "قنابل موقوتة"؛
v  وأخيرا فشلت في مهمتي لأعود أدراجي، فالتأثير يحتاج لتجنيد "جيش عرمرم" من "الفاعلين" و"المؤسسات" لتأهيل شباب الغد ينخرط إيجابيا في مغرب المستقبل؛

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقارنة شكلية بين دستوري 2011 و1996

نظام الحكم في المغرب

قراءة في كتاب دستور 2011 بين السلطوية والديمقراطية، لحسن طارق وعبد العالي حامي الدين