حوار مع مصطفى المعتصم : اليوم إما أن نتكلم أو نصمت للأبد
حوار مع مصطفى المعتصم :
اليوم إما أن نتكلم أو نصمت للأبد
كيف تلقيتم نبدأ الإفراج عنكم؟
كان إحساسا مزدوج غلبت عليه الفرحة، ولكن كان فيه نوع بترك مجموعة من الإخوة خلفنا، وزاد الأسف لما رأينا زوجاتهم وأبناءهم، نتمنى أن يعجل الإفراج عنهم.
أنا بطبعي متشبث بالأمل وأتمنى أن نكون قد دخلنا عصرا جديدا يستوعب فيه المغرب كل أبناءه بمختلف حساسياتهم الفكرية والسياسية، مغرب الديمقراطية من خلال الإعلان عن فتح الورش الدستوري، وتأسيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومرورا بإعادة النضر في صلاحيات مجلس محاربة الرشوة، وإطلاق سراحنا، ونتمنى أن يتوج بخطوات أخرى في مجال الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، ويتوج بنهاية الاعتقال السياسي ببلادنا.
من أول شخص أبلغكم بلحظة اطلاق سراحكم؟
إدارة السجن هي التي اتصلت بنا للنزول إلى للإدارة، حيث وجدنا هناك محمد الصبار والمندوب العام لإدارة السجون ومدير السجن وبعض الأشخاص الآخرين لا أعرفهم.
ما هي أول كلمة سمعتموها توحي بالإفراج عنكم؟
أو كلمة هي وجود مجموعات صدر في حقهم العفو، وأنهم في الطريق للسجن كأول محطة للانتقال إلى باقي السجون الأخرى حيث يتواجد معتقلين آخرين.
عند خروجكم من السجن التحقتم بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، حيث عقدت ندوة صحفية لكم هناك، بل وقد أتيتم من السجن إلى المجلس الوطني في سيارات رسمية، هل هي رسالة سياسية؟
نحن تفاجئنا بإطلاق سراحنا، حيث لم نكن نتوقع أي شيء، بل حتى ملابسنا وأغراضنا تركناها في السجن، لنعود إليها فيما بعد، الأسر لم تكن حاضرة وقيل لنا أنها تنتظرنا في المجلس الوطني لحقوق الإنسان، حيث ستكون هناك ندوة صحفية.
وأنا شخصيا لا يهمني أن تكون جهة رسمية أو غير ذلك، لأنها في جميع الأحوال هي من ممتلكات الدولة والتي من المفروض أن تخدم الصالح العام وحقوق الإنسان في المغرب، وأتمنى لكل من الأستاذ الصبار واليازمي النجاح حتى يطوى ملف الاعتقال السياسي.
هل ممكن أن نقرأها نوع من تعبير المصالحة بينكم بين الدولة؟
كون أن العاهل المغربي، يصدر عفوا لينهي به الظلم الذي صدرنا في حقنا من قبل القضاء الظالم وقضاء التعليمات، وسياق التحولات التي يعرفها المغرب والمنطقة العربية هي مؤشر على أن النظام المغربي قد استمع لنبض شباب 20 فبراير، وهي على الأقل في هذه الرحلة تحتسب له، بالرغم أننا نبدي نوع من الريبة والشك لأننا تعودنا في كثير من الحالات تكون وعود ويتم التراجع عليها، ولكننا كلنا أمل للمضي بعيدا.
سبق وأن تم ترويج بإطلاق سراحكم، بل وحتى عائلاتكم التحقت بالسجن في انتظاركم، هل كان سوف يتم ذلك حقيقة أم مجرد إشاعات؟
لم نبلغ حينها بأي معلومات أو قرار رسمي، وكل ما هناك أنها كانت إشاعات، لأنه لم يتم الاتصال بنا رسميا ولا على الأقل اتجاه هيئة الدفاع.
في المجلس الوطني وفي الندوة الصحفية، رفع شعار "الهمة DEGEGE " ، هل لمعنى ذلك لعلاقة الهمة بملفكم؟
الشباب يعبر عن تخوفه من المسار الذي كان يحس بأن البلاد ممكن أن تمشي إلى الأسوأ، وليدهم قناعات بأن ذلك المسار خطأ.
بل ورفع شعار المطالبة بمحاكمته هو والعنيكري؟
الجهات الظلامية، التي تحب أن تشتغل في الظلام موجودة، والتي تأمرت علينا موجودة، ولكن أنا لا أتهم أحدا بشكل مباشر سواء هذا العنصر أو ذاك، وكسياسي مسؤول كل ما أطالب به هو فتح تحقيق نزيه بشأن ملفنا.
كيف تقرؤون الخطاب الملكي ل 9 مارس؟
الخطاب جاء في سياق تفاعلي مع الثورتين التونسية والمصرية، وما يحدث في ليبيا، بالإضافة للحراك الذي عرفه الشارع بفضل شباب 20 فبراير، ليعبر بشكل علني ما كان في صدور المغاربة.
الخطاب هو رد ملك البلاد على صوت نبض الشارع، عل هو في مستوى الطموحات؟ الجوانب الايجابية كثيرة، وعلى الديمقراطيين المبادرة والاقتراح بكل شجاعة وجرأة، لتقديم ما هو ضروري وهو دستور ديمقراطي.
هل هو كافي؟
مطالب 20 فبراير لديها أبعاد كثيرة، والخطاب تناول جزء مهم جدا، وأتمنى أن يستمر الإصلاح الى أبعد مدى ويكون شاملا والتطرق الى باقي المواضيع، يكون فيها أوراش الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي وإطلاق باقي المعتقلين.
حزب البديل الحضاري يطالب بملكية برلمانية، هل الخطاب يؤسس لهذا النوع من النظام القائم على المزج بين الملكية الوراثية والنظام الديمقراطي؟
الخطاب لا يؤسس لا لملكية برلمانية ولا لملكية تنفيذية، هو وضع إطار عام وهو في هذا الاتجاه ذكي، لأنه ترك للفاعلين السياسيين أن يقدموا تصوراتهم، لهذا نقول إما أن نتكلم اليوم أو نصمت للأبد، إما أن نقول ما نريد أو سننتظر ل 25 سنة أخرى.
فمن المفروض التحلي بالجرأة الاقتراحية حتى نعطي للخطاب الملكي المضمون الذين نريده أن يكون. فالآن الصراع ما بين قوى المحافظة التي تريد أن تبقى دار لقمان على حالها وبين قوى التجديد وعلى هذه الأخيرة المبادرة.
ما دمت تتحدث عن القوى المحافظة وقوى التغيير، منذ تولي محمد السادس سدت الحكم ظهر جناحين، أحدهما يدعو للتحالف مع اليساريين المعتدلين وأخر يدعو للتحالف مع الإسلاميين المتنورين، فأتت أحداث 16 ماي 2003، لتخدم جناح على أخر، هل ممكن أن نعتبر ملف "خلية بلعيرج" يندرج في هذه الحسابات السياسية؟
بعد 2007، كان هناك حرص من قبل بعض الأطراف على إعادة ترتيب المشهد السياسي المغربي، فرأوا في حزب البديل الحضاري، باعتباره من الإسلاميين الديمقراطيين وقد بنى تحالفاته مع اليسار المعارض وبعض الليبراليين الديمقراطيين كعبد الرحيم الحجوي، ولكن تلك الأطراف قالت بأن هذا الحزب ليس لديه مكانة في الترتيب الجديد والمرتقب، على أساس أننا حلقة ضعيفة، فكان مصيرنا السجن والحل للحزب.
وهذا الترتيب شمل الساحة السياسية كلها.
بالنسبة لمسألة حل الحزب، ماذا تعتزمون القيام به للعودة للحياة الحزبية؟
الحزب ليس منحل إلى هذه اللحظة، وأتمنى من القضاء الإداري والمجلس الأعلى أن ينصفنا، ولدي أمل أن يكون القرار لصالحنا.
من برودة السجن إلى دفء الأسرة والعائلة، كيف كانت أول ليلة قضيتموها بين أحضان العائلة؟
كان لقاء الأحبة والعائلة والأسرة والأصدقاء ، ولا يمكن أن يكون إلا دفئا لا يقدر ثمن بعد سنوات من الانقطاع والبحث عن الحرية.
شباب 20 فبراير كانوا معك كيف تكون معهم اليوم؟
هم صغار ولكن كبار في أحلامهم في طموحاتهم في أملهم وعليهم سوف نؤسس للمستقبل.
تعليقات