برافو شباب 20 فبراير.... برافو شباب اتحاديو 20 فبراير
برافو شباب 20 فبراير...
برافو شباب اتحاديو 20 فبراير...
عرف مركز بوزنيقة يومي 7 و8 ماي لقاء لمجموعة من الشباب المنضوين تحت لواء الشبيبة الاتحادية، والفاعلين داخل دينامية حركة 20 فبراير، وتم دمج الاسمين معا ب"اتحاديو 20 فبراير".
اللقاء كان عبارة عن مجال عمومي لفتح نقاشات تنطلق من التقييم لمرحلة ما بعد 20 فبراير 2011 ومرورا بمحطة 9 مارس، لاستشراف المستقبل والأفاق المقبلة.
لن أناقش محتوى ولا شكل اللقاء بقدر سأحاول فهم من خلال الحركية الجديدة التي أطلق شرارتها شباب المغرب من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه، ومن مغربه النافع لمغربه العميق. لرفع شعارات مرتبطة بالتخلص من المغرب القديم الذي كان عش الفساد والظلم والاحتقار وباختصار "للحكرة" والبحث عن بدائل الازدهار من خلال الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، تسمح بالعيش الكريم بين أبناء الشعب قاطبة دون تمييز ودون فوارق اجتماعية.
سنكون عدميين إذا قلنا أن ما يقع في المنطقة المغاربية والعربية ليس له تأثير على ما المحيط الوطني، وهي مسألة طبيعية، محدد في ما يمكن الاصطلاح عليه بكرة الثلج أو العدوى، وهي نظرية أصل فيها صامويل هانتغتون في كتابه حول "الموجة الثالثة للانتقال الديمقراطي" التي ينظر فيها إلى المرحلة التي عرفتها أوربا وخاصة في البرتغال سنة 1974 وبالضبط لما أذيعت أغنية البحر على أمواج الإذاعة، كانت بمثابة كثرة الثلج الصغيرة التي بدأت تتدحرج لتصل إلى اليونان ثم اسبانيا، فأمريكا اللاتينية فكبرت لتصل إلى مستوى "موجة جديدة"... وتعود أسباب الإصابة بالعدوى حسب الباحث إلى مستوى، الأول وهو مرتبط بالاحتكاك الجغرافي وقرب الدول من بعضها البعض والمستوى الثاني هو التقاسم في مجال الثقافة والتاريخ والتراث والدين.
المحددين معا كانا عاملين ليكون لما يقع في الجوار تفاعلات مع الداخل، فالدولة التي بدأت تعرف حراكا اجتماعيا وسياسيا نتقاسم معها الجغرافيا كما نتقاسم مع الماضي والمستقبل بل وأكثر من ذلك نتقاسم أشكال السلطوية الجديدة، بتلاوين متفرقة.
لا أعتبر في هذا المجال أن للكتاب مرجع وتأصيل نظري للمرحلة، بقدر ما يمكن التقاط بعض النقط التي يمكن الارتكاز عليها في التحاليل، فهناك جملة من نقط الاختلاف التي يمكن مناقشتها لاحقا، كمثال على ذلك، أن البنية الثقافية والدينية للمجتمعات التي عرفت الانتقال الديمقراطية تسمح لها بذلك، وخاصة بعد أن استنفدت البروتيستانتية دورها في بناء الديمقراطية في الموجات السابقة، الآن الدور للكاثوليكية، وبالتالي في المناطق غير ذلك لا يمكن أن تعرف انتقالات ببساطة أن مجتمعات وصلت لمرحلة "استعذاب الاستعباد" وأن الإسلام كبينة اجتماعية لا تقبل بالديمقراطية، كما أنه (الكتاب) يتحدد ضرورة كمستوى تعليمي معين، ووجود طبقة وسطى وغيرها من الأمور غير متوفرة في هذه المنطقة الجغرافيا من الكرة الأرضية. وبالتالي فما يقع الآن يساءل الكتاب عن مجموعة من النقطة.
وهنا كان من الطبيعي أن تبرز دينامية 20 فبراير، وضرب بعرض الحائط أطروحة الاستثناء المغربي باعتبار أن المغرب لديه خصوصية معينة، قتل هذه الأطروحة ومع تنامي الديناميات ما بعد 20 فبراير، أكد أن لكل مجتمع مساراته المختلفة عن الآخر، فتونس ومصر ليسا ليبيا واليمن وبسوريا، ونفس الشيء بالنسبة للمغرب الذي يتميز مساره بمميزات ( حتى لا أقول خصوصيات لما لهذا المفهوم من إيحاءات محافظة)، تختلف جذريا عن باقي الدول، سواء اجتماعيا أو اقتصاديا أو حتى سياسيا، وبنية نظام الحكم.
ولكن ما يهم في هذه الموضوعة، هو الحركة السياسية والحقوقية والنسائية التي عرفها المغرب، كمكون رئيسيي في النظام السياسي المغربي، وكفاعل له أدوار متعدد في المجتمع، فرض نفسه كضرورة موضوعية لفك النزعة الهيمنية للأحزاب والنقابات على الشأن العام.
وفاتحاديو 20 فبراير جزء من هذه الميكافيلية السياسية الجديدة التي، كانت مثل الخيط الناظم ما بين حركة شبابية مدنية عرفت عبر تاريخ المغرب العمل المباشر والميداني مع الشباب والتي جسدت 20 فبراير أسلوبها المتحضر بالاحتجاج والتظاهر السلمي من أجل التغيير، وحركة شبابية أخرى تعمل بأسلوب ترافعي من خلال تشكيل قوى ضغط على صناع القرار سواء العمومي أو السياسي أو المدني، هنا تأتي هذه المبادرة لتجيب عن فكرة عبد لله حمودي في كتاب "وعي المجتمع بذاته" هي "ضرورة الخوض في الأنماط والالتباسات وإلا أصبح المجتمع المدني لبسا لممارسة ولتنظيمات تسعى للهيمنة باسمه وتنسج حلولا وهمية لمعانات الشرائح الاجتماعية المهمشة في قوالب صورية لمعانيه ومؤسساته". فوضع هذا اللقاء لا ينسلخ عن مثل هذه الأفكار باعتباره يجسد إحدى تمظهرات تشكيل المجتمع المدني والفضاء العمومي.
انتهى اللقاء ليتم إرسال رسائل واضحة مفادها أن الأدوار الحقيقية لا يمكن أن تتجسد في الشارع فقط بل لابد من انخراط الفاعلين السياسيين والاجتماعيين وضرورة عودة التنظيمات الشبابية لدورها الحقيقي، فلا ديمقراطية بدون وجود طيف من المؤسسات الوسائطية، و20 فبراير هي تلك الرجة التي أعادة الروح السياسية لأصنام ومعابد تنظيمية لا تشتغل.
الرسالة الثانية مفادها أن اتحاديو 20 فبراير جزء من دينامية شاملة، فيها "التغير" الحلقة الرابطة بين الثورة والإصلاح، و"التغيير" هو الهم الذي يحمله شباب يشتغلون بصمت وفي ديناميات جهوية ووطنية ومناظرات حول "حوار المستقبل".
وهذه ميزة وقوة حركة 20 فبراير لأنها معطي، في بنية عامة، غير مرتبطة بمضامين أزلية، بل المقصود منها وجود مركبات وتعقيدات مترابطة ومشتركة في نسق عام وآخر خاص، نسق تشكيل المجتمع وبناء الدولة ما بعد الاستقلال، ونسق بناء الذات الاجتماعية كحركات منفصلة عن بعضها كالحركة النسائية والحركة الامازيغية والحركة الشبابية اليوم.
هذا هو السياق المغربي ....وليس الاستثناء المغربي...
برافو شباب 20 فبراير.... برافو شباب اتحاديو 20 فبراير
تعليقات