في رثاء الحركة


ولدت في صباح ممطر، كان ماء فصله ينذر برحيل فصل الخريف والشتاء وقدوم فصل الربيع، في زخات مطر منقوش عليها نهاية حقبة الجفاف؛
ولدت في عنفوان شبابي يصارع شيب الشيوخ، بصفاء ونقاء قل نظيرهما في عصر البهائم الذي لا يرحم كل وردة بدون أشواك، وسالت أقلام كثيرة بحضورها الذي يشبه حضور المراكب وذكريات السبعينات والثمانينات؛
ولدت بأب وأم، لمحاربة اللقطاء، وبأخ طيب وأخة حنونة، في أسرة أقل ما يقال عنها أنها أسرة مغربية بكرمها وجودها وتضحيتها؛
كبرت بين طيات الماضي والحاضر، بين أحضان رفاق الأمس وأصدقاء الغد، بين محبة المدني وانتهازية السياسي؛
كبرت في قارعة الطريق، بين احترافية أنصارها ومؤيديها وموهبة ممثليها وناطقين باسمها؛
كبرت في نعيم عطاء مؤيديها وسخاء معارضيها، بين لقمة رغيف خبز وزيت وكؤوس نبيذ وعرق؛
ترحل عنا حاملة ذكريات جميلة بين فضاءات قديمة؛
ترحل على أنقاض هياكل شاخ هيكلها وغزا الشيب الشعر؛
ترحل من باب، من يدخله ملاك ومن يخرج من شيطان، باب التاريخ؛

فعاشت القيمة والفكرة والمبادئ التي لا تموت بموت لحظتها...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقارنة شكلية بين دستوري 2011 و1996

نظام الحكم في المغرب

قراءة في كتاب دستور 2011 بين السلطوية والديمقراطية، لحسن طارق وعبد العالي حامي الدين