فرصة من أجل الديمقراطية ... أو قيمة الديمقراطية
في هذا الموضوعة أحاول أن أنطلق من سؤالين أعتبرهما مركزيين: هل الديمقراطية مستحيلة؟ وهل يمكن فرضها؟ بداية لابد من الإشارة إلى أن السلطة السياسية تبحث دائما لنفسها عن امتدادات تضمن بها إعادة إنتاج طقوسها، وثوابتها، وليس على مستوى الدولة ولكن أيضا تتعداها لكل بنى المجتمع بما فيها الأسرة والمدرسة. وبالتالي الحديث عن الديمقراطية كخيار سياسي هي كذلك كقيمة من القيم أو ممكن اعتبارها قيمة القيم، فكلما ترسخت ثقافيا واجتماعيا إلا وازدادت قوة في مسار تحققها السياسي، بما يعني أنه بدون وجود فكر ديمقراطي سيضل حلم الديمقراطية معاقا وغريبا عنا. إن الفكر الديمقراطي وحركيته الامتدادية والتطورية يؤهل المجتمع للتفاعل مع محيطه السياسي، بل أحيانا يصير حافزا ومحركا لقيم جديدة تنبعث من قلب التقاليد القديمة المرسخة سياسيا من أجل التسلط. فبدون مواجهة في الأسس ستضل الديمقراطية كحلم رومانسي أو تطلق كوصف على أي تعديل لنسق التسلط السياسي الذي يحتاج بشكل حتمي لتجديد آلياته بمعارضة مقيدة ومعزولة عن معترك الصراع السياسي الحاسم. فهذا الصراع الذي نتحدث عنه أو بصيغة أخرى التدافع السياسي، تنخرط فيه كل الفئات، فيم