المغرب... دولة في كف عفريت
المغرب... دولة في كف عفريت يبدو المنظر السياسي بالمغرب من خلال نظرة عامة، على أنه مسرحية مرتجلة يلعب أدوارها ممثلون من الدرجة الثانية: ● حكومة ورئاستها تشتكي من وجود فاعلين آخرين في أجهزة الدولة تكبح وتعرقل عملها، رغم أن الدستور الجديد أعطاها الكثير من الصلاحيات لتنفيذ سياساتها العمومية؛ ● برلمان برأسين، أحدهما في وضعية صعبة وغير قادر على ممارسة صلاحياته التشريعية والرقابية، والآخر شاذ في وضعيته ولم يتم تجديده، ويشتكي من تعسفات الحكومة عليه؛ ● أغلبية مشتتة تحمل لبعضها البعض السم في العسل، ومنسجمة في شيء واحد هو البقاء غير منسجمة؛ ● معارضة متباكية تشتكي من عدم صدور القوانين المنظمة لصلاحياتها، وتقتات بما تجود وتمن عليها به الحكومة من امتيازات، هي في الأصل حق دستوري؛ ● أحزاب سياسية تكرس يوما بعد يوم على عدم استقلالية قرارها السياسي، وتنخرط في بهلوانيات الكلمات والمصطلحات، باستخدام معجم لغوي ل "حي بن يقظان"، وليس بواقعية وبرغماتية "الأمير" لميكيافللي؛ واقع تعجز كل الأدبيات في العلوم االسياسية وحقل العلوم الاجتماعية وحتى الانتربولوجيا