سليمان وعمر والآخرون ...
سليمان وعمر والآخرون ... عزيز إدمين أصدرت محكمة الاستئناف حكمها في حق الصحفي سليمان الريسوني بالسجن خمس سنوات نافذة، وهو حكم كان متوقعا، بل هناك من كان يتوقع أن يكون الحكم أكثر من ذلك، ليس لصلابة الأدلة التي تدينه وإنما لسببين. يتعلق السبب الأول بالسياق العام الذي جرت فيه المحاكمة، إذ منذ سنة 2014، وبالضبط بعد خطاب وزير الداخلية أمام البرلمان، ارتفع صبيب قمع حرية التعبير والرأي والحق في التظاهر، من خلال اعتقال الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمتظاهرين بشكل مهول. فأصحبت المقاربة الأمنية خلال هذه الفترة هي المهيمنة، واحتل الأمني مجالات كثيرة في الفضاء العمومي، وحل محل عدد من الفاعلين في تقديم أجوبته الأمنية على الأسئلة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لنصل إلى سطوه على الحياة العامة، ولم تتبقى للسياسي أو الحقوقي أو المدني أو الصحفي/الاعلامي أو المؤسساتي إلا دوائرة صغيرة ميكروسكوبية يتحرك داخلها ضمن فضاء عمومي ملغوم بالخطوط الحمراء. هذه الخطوط الحمراء تمددت وتنوعت في المجال العمومي المغربي، ولم تعد تقتصر فقط على ما هو منصوص عليه في القوانين، بل أضحت تشمل أشخاص بعين