المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٢

كلي "أمينة"

صورة
كلي "أمينة" جسد نحيف، وجنتين ورديتين، شعر ناعم ذهبي مثل ذهب السماء، ابتسامة خجولة، عينين دامعتين، نظرات ذابلة. هكذا أحاول رسم ملامح "أمينة". تلعب فوق الأرجوحة، تجري بين أقرانها، تحمل حقيبة المدرسة على ظهرها، تشتري مثلجات، تقتني دمية عروس في الأعياد. هكذا أرى الطفلة "أمينة". تنام في أحضان والديها، تتغطى دفئ الأسرة، تسكن غرفتها، تتعلم فن الطبخ على يدي أمها، تكسر أواني المطبخ، ترسم بألوان زاهية نجوم السماء. هكذا أتخيل البريئة "أمينة". انتهت الحكاية... اغتصاب طفولة؛ فظ بكرة بالقوة؛ زواج قاصر؛ ضرب؛ طرد من بيت الأسرة؛ جرعة سم؛ أمينة الحية التي لا تموت؛ كلنا أمينة وكلي أمينة

القاصر المتزوجة من مغتصبها

صورة
القاصر المتزوجة من مغتصبها تابعت عبر المواقع الاليكترونية، ملف الطفلة "أمينة الفيلالي "، التي لم يشفع لها إسمها بحمايتها، وكلما قرأت خبر أو تصريح أو حوار حول قضيتها، إلا انفتحت عدة نوافذ بانتهاك حق من حقوق الطفل، المرأة، التعذيب، الانتحار (إعدام الذات)  وغيرها من دروب المعاملة القاسية والمهينة والحاطة بالكرامة. الطفلة "أمنية"، اغتصبت في سن 15 من قبل "وحش أدمي"، الذي تزوجته بإكراه والدتها على ذلك صونا للعرض وحفاظا لشرف العائلة، حيث أمر "وكيل الملك" بطنجة الوالدين ب "سيرو ديرو الكاغط "، تعرضت للضرب بشكل منتظم من قبل الزوج المغتصب لأيام (وهي طفلة وزوجة)، حيث كانت الأسرة تلزمها بالعودة لبيت الزوجية، انتحرت الطفلة في سن 16 سنة بعد أن ذاقت مرارة العيش مع "جزار" يعشق الدم البراءة والنقاء والصفاء. فكم من انتهاكا حقوقي في هذه القضية؟ وكم من آلية حقوقية تعاقدية ممكن أن تساءل الدولة المغربية حول ماذا وقع ل"أمينة"؟ وكم من اتفاقية دولية ضربت بعرض الحائط رغم مصادقة المغرب عليها والتزامه بالوفاء بها؟ ألا تفتح ل

في رثاء الحركة

صورة
و لدت في صباح ممطر، كان ماء فصله ينذر برحيل فصل الخريف والشتاء وقدوم فصل الربيع، في زخات مطر منقوش عليها نهاية حقبة الجفاف؛ ولدت في عنفوان شبابي يصارع شيب الشيوخ، بصفاء ونقاء قل نظيرهما في عصر البهائم الذي لا يرحم كل وردة بدون أشواك، وسالت أقلام كثيرة بحضورها الذي يشبه حضور المراكب وذكريات السبعينات والثمانينات؛ ولدت بأب وأم، لمحاربة اللقطاء، وبأخ طيب وأخة حنونة، في أسرة أقل ما يقال عنها أنها أسرة مغربية بكرمها وجودها وتضحيتها؛ كبرت بين طيات الماضي والحاضر، بين أحضان رفاق الأمس وأصدقاء الغد، بين محبة المدني وانتهازية السياسي؛ كبرت في قارعة الطريق، بين احترافية أنصارها ومؤيديها وموهبة ممثليها وناطقين باسمها؛ كبرت في نعيم عطاء مؤيديها وسخاء معارضيها، بين لقمة رغيف خبز وزيت وكؤوس نبيذ وعرق؛ ترحل عنا حاملة ذكريات جميلة بين فضاءات قديمة؛ ترحل على أنقاض هياكل شاخ هيكلها وغزا الشيب الشعر؛ ترحل من باب، من يدخله ملاك ومن يخرج من شيطان، باب التاريخ؛ فعاشت القيمة والفكرة والمبادئ التي لا تموت بموت لحظتها...